( أزمة كورونا وعلاج التدخين )

( أزمة كورونا وعلاج التدخين ) مع تطور نظريات تعديل السلوك الإنساني في العصر الحديث الا اننا لازلنا نجهل الكثير من المتغيرات الخفية والدوافع الكامنة التي تقف خلف هذا السلوك وتفسره ؛ فالسلوك الإنساني على درجة عالية من التعقيد كلما حاولنا التعمق في فهمه وتحليله ، ولذلك قد لا نجد جوابا كافيا ومنهجيا عندما نلاحظ ارتفاعا في نسبة التدخين عند من يدرك خطورته من المؤهلين علميا ! أوقد نندهش من رواج ( الشيشة) الأرجيلة بين بعض النخب الثقافية وبخاصة من السيدات ! ومع الأزمة الحالية لفيروس (COVID-19) بدا واضحا ارتفاع معدلات القلق لدى الكثير من المدخنين حول العالم ذلك ان الرئتين هما الضحية الأولى للفيروس المستجد وهو الحال ذاته مع التدخين . فإن قدر ان مدخنا أصيب بالفيروس فالنتائج السلبية ستكون مضاعفة وقاسية. وبالعودة مرة أخرى لفهم السلوك الإنساني ودوافعه فهل يمكن أن تكون ازمة كورونا العالمية دافعا إيجابيا نحو الإقلاع من التدخين ؛ واختفاء الشيشة ( الأرجيلة) عن مشهدنا الاجتماعي ؟ إن استثمار شهر رمضان المبارك في تفعيل برامج العلاج السلوكي من مشكلة التدخين لما يحمله هذا الشهر الكريم من أثر كبير على سمو ورقي النفس البشرية يمثل في ظل هذه الأزمة التي نعيشها فرصة مهمة وقد تكون نادرة للتخلص من هذه المشكلة بسبب ساعات الصيام الطويلة إضافة إلى العزلة داخل المنزل عن المثيرات الخارجية واهمها بيئات التدخين والاصدقاء المدخنين ؛ مع إمكانية استخدام البدائل السلوكية الإيجابية في ساعات الليل وأهمها البدائل الإيمانية ثم البدائل الأسرية مع العائلة ؛ فضلا عن الإرادة والعزيمة العالية التي يعززها الصيام في شخصياتنا مع قوة الإيمان والاستشفاء بالقرآن والتضرع والخضوع والانكسار بين يدي المولى جل وعلا ؛ ولذلك اعتقد أن هذه الدوافع والحوافز لا تندرج تحت نظريات تعديل السلوك بقدر ما هي منحا ربانية وفرصة ثمينة ينبغي لكل مدخن ان يستثمرها ليعيش بعد كورونا حياة سعيدة يفرح بها هو وجميع من حوله من أسرته ومحبيه. د / يحيى بن سعد آل صايل عسيري مستشار نفسي وأسري